فقدان طفل بقلم حور حمدان
فقدان طفل
رميت الجاونت على الأرض وخرجت من المكان وأنا بضحك ضحكة باردة ضحكة مفيهاش ذرة ندم بس كلها خبث وتشفي
ركبت عربيتي شغلت الأغاني على أعلى صوت وفضلت أغني وأهز راسي مع كل كلمة
كأني لسه طالعة من حفلة
وصلت عند العمارة وقفت العربية نزلت وقفلتها من غير ما أبص ورايا وطلعت بيتي بخطوات هادية تقيلة وراها سر كبير
أول ما دخلت قفلت الباب بإحكام وقلعت الكوتشي
مسكته بإيدي وبصيت له للحظة كنت شايفة انعكاس وشي فيه
دخلت الحمام بس قبل ما ألمس المياه
صورت الكوتشي
صورته من كذا زاوية
وبعدين عملت سيلفي وأنا ببتسم
ضحكة وراها موت
غسلت الكوتشي بهدوء
بس الحقيقة
أنا مكنتش حاسة إني عملت حاجة غلط
كنت فخورة
خرجت قعدت في الصالة خدت نفس عميق وفتحت فوني
الصدمة
محمد رن 13 مرة
ضحكت أكتر
ضحكة طالعة من جوا قلبي ضحكة مريضة شوية
فتحت الماسنجر
وبعتله الصورة
الصورة اللي فيها الكوتشي
وكتبت تحتها
معلش وقت
وسبتها كده
استنيت ثواني
بس رجعت كتبتله رسالة تانية وقلبي بيدق من الحماس مش من الخوف
كنت بعمل حاجة أهم وبعد ما خلصت فضلت اغسل في الكوتشي
لقيتة رد وقال من أي دا يا حور !
قفلت الشات
وسبته يغلي
كنت حاسة بكل لحظة بيعدي فيها وهو مرعوب مش فاهم
بس حاسس
واللعب لسه في أوله
كانت الساعة داخلة على 2 الفجر وأنا قاعدة على الكنبة ضهرى مرمي ورجلي متعلقة على الترابيزة وبإيدي الفون
والابتسامة لسه مرسومة على وشي
محمد رن تاني
رديت المرة دي وبصوت بارد خالص قلت
مش قلتلك تبطل رن
حور فين ماما! من وقت ما كنتي عندنا ومش راضية ترد عليا والتليفون بتاعها مقفول!
ضحكت ضحكة ميتة من جوا وقلت له بهدوء
روح شوفها يا محمد
أنا خلصت كل حاجة عندي معاها
سكت ثانية وبعدها سمعته بيجري
قفل السكة
عدى يمكن ساعة ونص أو أكتر
وفجأة الباب خبط قومت فتحت
لقيت قدامي
حضرتك الأستاذة حور
إحنا من قسم الشرطة حضرتك هتيجي معانا حالا في أمر قبض صادر ضدك بخصوص جريمة قتل
قلبي متحركش وشي ما تغيرش
مشيت بهدوء وركبت مع القوة اللي جات
في القسم
قعدت على الكرسي وإيدي متكلبشة ووشي فيه نفس الابتسامة الهادية المريضة
دخل الظابط فتح الملف بصلي باستغراب وقال
هو أنا مش شايف أي سوابق ليكي إزاي واحدة شبهك تعمل كده
قتل!
بدم بارد!
رفعت عيني وبصتله وقلت
أنا مكنتش بردانة
كنت مولعة من جوايا
ليه قتلتيها مامت جوزك الست كبيرة في السن
اتكلمت لأول مرة بجد
أنا كنت حامل
مكنتش قايلة لحد
كنت فرحانة أول مرة أحس إن في حاجة بتكبر جوايا مني
وقفت لحظة وكملت
بس هي
كل يوم شتيمة
كل يوم أوامر
كنت بخدمها وأنا ساكتة
كنست غسلت طهيت حملت شنط ومرة قالتلي أمسح السقف وأنا في شهري التامن!
وقعت
نزفت
و سقطت
صوتي بدأ يرتجف وأنا بكمل
حتى لما عرفت
كويس أصله ماكنش ينفع الطفل يطلع من واحدة زيك!
تفتكر دي أم
ولا شيطان لابس طرحة
اتنهد الظابط
بس كتم مشاعره وسأل
ولما سقطت ماحاولتيش تشتكي تبلغي تسيبي البيت
ضحكت
أنا سبت الدنيا كلها
فضلت أعيش
بس من جوايا كنت بموت كل يوم
وهي
عايشة وبتاكل وبتنام وبتفتري عليا
وأنا كنت بلبس السواد مش على ابني
على نفسي
الظابط قال بهدوء
هنقدم حالتك على دكتور نفسي لازم نشوف إنتي كنتي واعية ولا لأ وقت الجريمة
بعد أيام
تقرير الطبيب النفسي طلع
المريضة تعاني من اضطراب نفسي حاد مع كبت عاطفي طويل المدى بعد صدمة فقد جنين وتعرضها لإساءة لفظية وجسدية مزمنة دون علاج أو دعم وكانت في حالة انفجار نفسي عند ارتكاب الجريمة
كنت في المستشفى
لابسة أبيض
وشعري مربوط
قاعدة لوحدي قدام الشباك
دخل الظابط بص ليا وسأل
لو رجع بيكي الزمن كنتي هتعملي كده
بصتله بعين فاضية من كل حاجة
وقلت
لا
كنت
تمت
فقدان الطفل
حكاوي كاتبة
حور حمدان
